للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: «سَاعةً بعدَ سَاعةٍ»، وأمَّا أنْ يكونَ ذلِك عادةَ الرَّجلِ حتَّى يُعرفَ بذلِك

/ ويَتَّخِذَه ديْدَنًا ويُطرِبَ بهِ النَّاسَ ويُضحِكَهُم- دَأبَهُ- فهَذَا مذمُومٌ، غيرُ محمودٍ، دالٌّ على سقوطِ المُروءَةِ ورذالةِ الهِمَّةِ، وخلْعِ بُردِ نزاهةِ النَّفسِ، واطِّراحِ ربقَةِ الوقارِ والسَّمتِ، مولِجًا صاحِبَهُ / في بابِ المُجُونِ والسُّخْفِ.

وقدْ عَدَّ هذَا الفنَّ الفقهاءُ فيمَا يقدحُ في عدالةِ الشَّاهدِ؛ فذكرَ أبُو بكرٍ الأَبْهَريُّ (١) وغيرُ واحدٍ منْ أئمَّتِنَا أنَّ التزامَ المُروءَةِ مُشترطٌ (٢) في العدالةِ (٣)، ونحوَهُ للشَّافعيِّ وأئمَّةِ أصحابِهِ (٤).

وذكرَ شيخُنَا الإمامُ أبُو بكر محمَّدُ بنُ الوليدِ الفِهريُّ (٥) أنَّ الشَّاهدَ يتنزَّهُ


(١) الإمام، العلامة، القاضي، المحدث، شيخ المالكية، أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح التميمي، الأبهري، المالكي، نزيل بغداد وعالمها، له تصانيف في شرح مذهب مالك والردّ على مخالفيه منها «الرد على المزني» ومن كتبه: «الأصول»، و «إجماع أهل المدينة»، و «فضل المدينة على مكة» (ت: ٣٧٥ هـ). ينظر: «تاريخ بغداد» (٣/ ٤٩٢)، و «ترتيب المدارك» (٦/ ١٨٣)، و «سير أعلام النبلاء» (١٦/ ٣٣٢)، و «الوافي بالوفيات» (٣/ ٢٥٠)، و «الأعلام» للزركلي (٦/ ٢٢٥).
(٢) في (ع)، (ك): «مشترطة».
(٣) قال ابن محرز في «تبصرته»: قال أبو بكر الأبهري في صفة من تقبل شهادته: هو المجتنب الكبائر المتوقي لأكثر الصغائر إذا كان ذا مروءة وتمييز متيقظًا متوسط الحال بين البغض والمحبة. «مواهب الجليل» (٦/ ١٥١)، وينظر: «المعونة على مذهب عالم المدينة» (ص: ١٥٢٨)، «التوضيح في شرح مختصر ابن الحاجب» (٧/ ٤٦٠)، «المختصر الفقهي» لابن عرفة (٩/ ٢٤٥).
(٤) ينظر: «الحاوي الكبير» (١٧/ ١٥٠ - ١٥١)، و «بحر المذهب» للروياني (١٤/ ٢٧٥)،
و«العزيز شرح الوجيز» (١٣/ ٩)، و «منهاج الطالبين» (ص: ٣٤٥).
(٥) محمد بن الوليد بن محمد بن خلف بن سليمان بن أيوب، أبو بكر الفهريُّ الطرطوشيُّ الأندلسيُّ الفقيه المالكيُّ، فقيه حافظ إمام محدث ثقة زاهد فاضل عالم عامل، رحل إلى العراق وقد تفقه بالأندلس وصحب أبا الوليد الباجي مدة، (ت: ٥٢٠ هـ). «بغية الملتمس» (ص: ١٣٥)، و «الديباج المذهب» (٢/ ٢٤٤)، و «تاريخ الإسلام» (١١/ ٣٢٥).

<<  <   >  >>