للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والأصلُ (١) أنْ يكونِ هُنا: الهَزيلُ؛ لِقولِهَا بعدُ: «لاسَمِينٌ فيُنْتَقَى».

ومَنْ رواهُ «قَحْرٌ» فمعناهُ: هَرِمٌ قَلِيلُ اللَّحمِ، صِفَةٌ للبعيرِ. يُقالُ: جَمَلٌ قَحْرٌ وقَحَارِيَّة (٢).

قال ابنُ الأنباريِّ (٣): تُريدُ: لحمَ جملٍ مَهزولٍ. يريدُ / ابنُ الأنبارِيِّ أنَّ المُسنَّةَ الغالبُ عليها الهُزالُ.

وقولُها: «عَلى رَأسِ جَبلٍ وَعْرٍ» / أي: حزنٍ غلِيظٍ.

والقَوْزُ: مثلُ الجبلِ منَ الرَّمْلِ، والجمعُ: أقُوازٌ، وقِيزانٌ، وأقاوِزُ (٤).

ومَنْ رواهُ: «وَعْثٍ»، فمعناهُ: ذُو وَعْثٍ، والوَعْثُ: الدَّهْسُ، وهُو مِمَّا يشتدُّ فيه المشيُ ويَشقُّ، فاستُعمِلَ لكلِّ مَا شَقَّ، ومِنه: وَعْثاءُ السَّفرِ (٥)، أي شدَّتُهُ


(١) في المطبوع: «والأصح».
(٢) ينظر: «العين» (٣/ ٤٣)، و «الكنز اللغوي» (ص: ١٦٢)، و «جمهرة اللغة» (١/ ٥٢٠)، «الصحاح» (٢/ ٧٨٦).
(٣) ينظر: «تفسير غريب ما في الصحيحين» (ص: ٥١٧)، و «المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث» (٢/ ٥٤٠)، و «غريب الحديث» لابن الجوزي (٢/ ١٤٦)، و «النهاية» (٣/ ٣٤٢).
(٤) ينظر: «غريب الحديث» لابن الجوزي (٢/ ٢٧٠)، و «النهاية» (٤/ ١٢١)، و «لسان العرب» (قوز) (١٢/ ٢١٧).
(٥) أخرج مسلم (١٣٤٢/ ٤٢٥) من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إِلَى سَفَرٍ، كَبَّرَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قال: «سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا، وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ، اللهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ في سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى، اللهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ، اللهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ في السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ في الْأَهْلِ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ، وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ في الْمَالِ وَالْأَهْلِ»، وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ وَزَادَ فيهِنَّ: «آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ».
وأخرج مسلم (١٣٤) من حديث عبد الله بن سرجس - رضي الله عنه - قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا سَافَرَ يَتَعَوَّذُ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَالْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ، وَدَعْوَةِ الْمَظْلُومِ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ في الْأَهْلِ وَالْمَالِ».

<<  <   >  >>