للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأصبهانيُّ (١) في «شرحِ الأمثالِ» (٢): وذلِك أنَّ الفُهودَ الهَرِمةَ التي تَعجزُ عن الصَّيدِ تجتمِعُ على فهدٍ فتًى، فَيَصِيدُ عليها كلَّ يومٍ / شبعَهَا.

قُلْتُ: فلا يمتنعُ أنْ يكونَ قولُها: «إذَا دَخَلَ فَهِدَ»، أي إذا جاءِ المنزلَ جاءَهُ بالكسبِ والخيرِ والفوائدِ، كما يفعلُ الفهدُ في كسبِهِ، ولا فَرقَ بين هذا في التَّأويلِ وبين الأوَّلِ؛ إذ كلُّ واحدٍ إنَّما اشتُقَّ من خُلقِ الفهدِ، وكانتْ العربُ تتمادَحُ بالكسبِ والاستفادَةِ، وفي حديثِ أبي بكرٍ: «إنَّك تَكْسِبُ المعدُومَ» (٣)، ومثلهُ في وصفِ ورقةَ للنَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - (٤)، وهذا أحدُ التَّأويلينِ في هَذين (٥) الحديثَينِ.

وقال المُساوِرُ بنُ هِنْدٍ من أناشيد أبي تمَّامِ (٦):

............................. ... تَجَرَّدَ فِيهَا مُتْلِفُ المَالِ كَاسِبُهْ


(١) حمزة بن الحسن الأصفهاني أبو عبد الله قال ياقوت: مشهور بالفضل، شائع الذكر، له تصانيف جيدة، إلا أنه وكان مع ذلك رقيعا ناقص العقل، غير ثبت، وله مصنفات كثيرة منها: كتاب «تاريخ أصفهان»، كتاب «الأمثال على أفعل»، كتاب «أصبهان وأخبارها»، كتاب «التشبيهات»، كتاب «الأمثال الصادرة عن بيوت الشعر» (ت: ٣٦٠ هـ). ينظر: «أخبار أصبهان» لأبي نعيم (١/ ٣٥٢)، و «معجم الأدباء» (٣/ ١٢٢٠)، و «إنباه الرواة» (١/ ٣٧٠)، و «الدر الثمين في أسماء المصنفين» (ص: ٣٦٤)، و «الأعلام» للزركلي (٢/ ٢٧٧).
(٢) ينظر: «جمهرة الأمثال» (٢/ ١٧٥)، و «مجمع الأمثال» (٢/ ١٦٩)، و «حياة الحيوان الكبرى» (٢/ ٣٠٨).
(٣) أخرجه البخاري (٢٢٩٧، ٣٩٠٥) من حديث عائشة - رضي الله عنها -.
(٤) أخرجه البخاري (٣، ٤٩٥٣)، ومسلم (١٦٠/ ٢٥٢) من حديث عائشة - رضي الله عنها -.
(٥) طمس في (ت)، والاستدراك من باقي النسخ.
(٦) «ديوان الحماسة» (ص: ١٨٤)، والبيت من الطويل، وتمامه:
إذا أخَذتْ بُزْلُ المَخَاضِ سِلاحَها ** تَجرَّدَ فيها مُتْلِفُ المَال كاسِبُه.

<<  <   >  >>