للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومناسبةِ الألفاظِ، ومنه قولُهُ - صلى الله عليه وسلم -: «ارْجِعْنَ مَأْزُورَاتٍ غَيْرَ مَأْجُورَاتٍ» (١)

[وحَقّهُ:


(١) ضعيف؛ وقد روي من حديث علي بن أبي طالب، وأنس بن مالك:
أما حديث علي: فأخرجه ابن ماجه (١٥٧٨)، والبزار ٢/ ٢٤٩ (٦٥٣)، وابن حبان في «الثقات» (٦/ ٢٩٠)، وابن شاهين في «الناسخ والمنسوخ»، والبيهقي (٤/ ٧٧)، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» (١٥٠٧)، من طريق إسماعيل بن سلمان، عن دينار أبي عمر، عن محمد بن الحنفية، عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج في جنازة فرأى نسوة جلوسا فقال: «ما يجلسكن» فقلن: الجنازة، فقال: «أتحملن فيمن يحمل؟ » قلن: لا، قال: «أفتدلين فيمن يدلي؟ »، قلن: لا، قال: «أفتغسلن فيمن يغسل؟ » قلن: لا قال: «فارجعن مأزورات غير مأجورات».
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، ورواه غير واحد، عن إسرائيل، عن إسماعيل. اهـ.
وقال ابن الجوزي: جيد الإسناد. اهـ.
وقال عبد الحق الإشبيلي في «الأحكام الوسطى» (٢/ ١٣٨): إسماعيل بن سلمان ضعيف، ولا يصح في هذا شيء. اهـ
وقال النووي في «خلاصة الأحكام» (٢/ ١٠٠٤): رواهُ ابن ماجه بإسناد ضعيف، من رواية إسماعيل بن سلمان الأزرق، وهو ضعيف. اهـ
وقال البوصيري في «مصباح الزجاجة» (٢/ ٤٤): هذا إسناد مختلف فيه من أجل دينار، وإسماعيل بن سلمان أورده ابن الجوزي في «العلل المتناهية» ورواه الحاكم من طريق إسرائيل، ومن طريق الحاكم رواه البيهقي. اهـ
أما حديث أنس بن مالك: فله طرق:
الأول: أخرجه أبو يعلى (٤٠٥٦، ٤٢٨٤)، وابن شاهين في «الناسخ والمنسوخ» (٣١٢)، من طريق محمد بن حمران، عن الحارث بن زياد، عن أنس - رضي الله عنه -، وقال الهيثمي في «المجمع» (٣/ ٢٨): فيه الحارث بن زياد، قال الذهبي: ضعيف. اهـ
الثاني: أخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» (٧/ ١٥٤)، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» (١٥٠٦)، من طريق محمد بن عبيد الله المنادي، عن أبي هدبة عن أنس - رضي الله عنه -، وزاد فيه: «مفتنات الأحياء مؤذيات الأموات»، وأبو هدبة البصري يحدث عن أنس بالأباطيل، وقال أبو حاتم وغيره: كذاب.
الثالث: أخرجه الخطيب في «التاريخ» (١٠/ ١٤٧) من طريق إبراهيم بن هراسة، عن الثوري، عن عاصم، عن مورق، عن أنس - رضي الله عنه -، وإبراهيم بن هراسة: قال الدارقطني: متروك. واختلف عن الثوري؛ فأخرجه عبد الرزاق (٦٢٩٨) عن الثوري، عن رجل، عن مورق العجلي مرسلًا ..
وخالفه يزيد بن أبي حكيم؛ فرواه عن الثوري، عن طعمة الجعفري، عن رجل، عن مورق العجلي، مرسلا. ذكره الدارقطني في «العلل» (٢٦٣٥)، وصوبه.
وأخرجه أبو موسى المديني- كما في «أسد الغابة» (٤/ ٢٠٩) - من طريق الثوري، عن علي بن الأقمر، عن أبي عطية عمرو بن جندب الوادعي، قال: نظر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى نساء في جنازة، فقال: «ارجعن مأزورات غير مأجورات» كذا مرسلٌ، وعمرو بن جندب تابعي يروي عن علي، وابن مسعود - رضي الله عنهما -.
الرابع: أخرجه الخطيب في «تلخيص المتشابه» (١/ ٣٩٤ - ٣٩٥)، من طريق الدارقطني، قال: نا جعفر بن أحمد المؤذن، نا إبراهيم بن أحمد بن عمرو الصحاف، نا محمد بن الصباح الفزاري، أخبرني أبي صباح بن صبيح، حدثني جابر بن يزيد الجعفي، عن عامر الشعبي، عن أنس بن مالك، قال: هلك رجل من الأنصار، أو امرأة، قال: قدمنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الجنازة، حتى إذا كان باب الدار، ونحن معه إذا هو بنسوة قعود على باب الدار، فقال: «السلام عليكن»، فقلن: وعليكم السلام يا رسول الله، قال: فقال لهن: «فما يحبسكن ها هنا؟ »، قال: قلن: ننتظر هذه الجنازة، قال: «هل تحملنها فيمن يحملها؟ » قلن: لا، قال: «هل تدلينها فيمن يدليها في قبرها؟ » قلن: لا، قال: «فهل تحثين عليها التراب فيمن يحثي عليها؟ » قلن: لا، قال: «فارجعن مأزورات غير مأجورات»، وقال: «ليس للنساء في الجنازة نصيب»، يعني ليس لهن في اتباع الجنازة أجر.
قال الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث عامر الشعبي، عن أنس بن مالك، تفرد به جابر بن يزيد الجعفي، ولم يروه عنه غير الصباح بن صبيح، تفرد به عنه ابنه محمد. اهـ
قلت: جابر الجعفي: ضعيف، والصباح بن صبيح: لم أعرفه.
وروي موقوفًا على عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، أخرجه عبد الرزاق (٦٢٩٩) عن معمر، أَنَّ عُمَرَ، رَأَى نِسَاءً مَعَ جِنَازَةٍ، فَقال: «ارْجِعْنَ مَأْزُورَاتٍ غَيْرَ مَأْجُورَاتٍ، فَوَاللَّهِ مَا تَحْمِلْنَ وَلَا تَدْفِنَّ، يَا مُؤْذِيَاتِ الْأَمْوَاتِ، وَمُفَتِّنَاتِ الْأَحْيَاءِ»، قلت: منقطع؛ بين معمر بن راشد وعمر - رضي الله عنه - واسطة أو أكثر.

<<  <   >  >>