للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بأسانِيدِهم- عن عِكْرِمَةَ- يرفَعُهُ-: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانتْ فِيه دُعَابَةٌ. /

وذلِكَ أنَّ معَ المَزْحِ والانبِساطِ، التَّحبُّبَ والقَبُولَ- لاسِيما مع الأهلِ والأصحابِ- وقد مُدِحَ بمثلِهِ الأشرافُ والكِرامُ، كما قال الشَّاعرُ (١):

هُوَ الظَّفِرُ المَيْمُونُ إِنْ رَاحَ أَوْ غَدَا ... بِهِ الرَّكْبُ وَالتِّلْعَابةُ المُتَحبِّبُ

ويُحكى مثلُه عن جماعةٍ من الصَّحابةِ والأئمَّةِ مثلُ عليٍّ، وابنِ ثابِتٍ، وابنِ سِيرِين، / والشَّعبيِّ، وغيرِهم (٢)، ولا أعلم أحدًا منع الدُّعابَةَ مع الأهلِ والانبساطِ مع الحامَةِ (٣) وأهلِ البيتِ؛ وقد قال عُمرُ - رضي الله عنه -: ينبغِي للرَّجلِ أن يكونَ في أهلِهِ كالصَّبيِّ، فإذا التُمِسَ ما عندَه وُجِدَ رجُلًا (٤). /


(١) البيت من الطويل، وهو للعجير السلولي، ومعنى البيت: أنه يصف إقباله في متصرفاته، وأن المناجح والسعادات في رفاقه ولاحقة لمطالبه ومباغيه، والميامن تترفرف على جوانب آرائه وأهوائه، ثم هو حسن البشر، لين العريكة، ضحاك لعوب. ينظر: «ديوان الحماسة» (ص ١٧٨)، و «شرح ديوان الحماسة» للتبريزي (٢/ ٢٨٢).
(٢) ينظر: «أدب الكاتب» لابن قتيبة (ص: ١١).
(٣) الحامة: القرابة. ينظر: «الزاهر في معاني كلمات الناس» (١/ ٢٥٤).
(٤) لم أهتد إليه مسندًا، وينظر: «الأمثال» لابن سلام (ص: ١٥٩)، و «تعليق من أمالي ابن دريد» (ص: ١٦٠)، و «مجمع الأمثال» (٢/ ١٣٤)، و «المستقصى في أمثال العرب» (٢/ ٢٢٨).

<<  <   >  >>