الحقيقيُّ، كما وقع هاهنا من مُضادَّةِ السِّمنِ للهُزالِ والسُّهولةِ للوُعُورةِ، ومِثلُ السَّوادِ مع البياضِ، والنُّطقِ مع السُّكوتِ، فإذا لم يَكُنْ له بِضِدٍّ حقيقيٍّ، ولا جاء معه على طَرَفَيْ نقيضٍ بَيِّنٍ، ولكنْ على حدٍّ ما منَ التَّقارُبِ، كالبياضِ مع الحُمرةِ، والسَّوادِ مع الضوءِ، فبعضُهم يجعلُهُ طِباقًا، وبعضُهم يُسمِّي الأوَّلَ بِطباقٍ مَحْضٍ، وهذا / بِطباقٍ غيرِ محضٍ، وبعضُهم يُسمِّي هذا:«مخالفًا»، والأوَّلَ «مُطابِقًا»، / ومِنَ البابِ الأوَّلِ: قولُ اللهِ تعالى: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ}[آل عمران: ١٦٠] الآيةَ.
وقولُ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لعائِشةَ في هذا الحدِيثِ:«فِي الأُلْفَةِ والرِّفَاءِ، لَا فِي الفُرْقَةِ والخِلاءِ»، فطابقَ الأُلفةَ بالفُرقةِ، الَّتي هي ضِدُّها، والرِّفاءَ بالخِلاءِ.