للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تلك التجربة وذاك الاختبار، فهيأ لي الحظ جارًا ملاصقًا ما زلت أسمع مذ حل في جواري أن في بيته فتاة جميلة، ما زال يعنَى بأمرها حتى خَرّجها١ وأدَّبها فأصبحت نابغة مدرستها وسيدة أترابها علمًا وفضلًا وتهذيبًا وأدبًا فما قنعت بالخبر حتى خالطت أباها ثم خالطتها فإذا المرأة الجديدة من جميع وجوهها فوقعت في نفسي أحسن موقع وحلت مكانًا لم يكن حلَّ من قبل.

خطبت الفتاة إلى أبيها فما لبث أن أخطبني٢ فامتلأ قلبي فرحًا وسرورًا وخيل إلي أنني أرى في سماء الآمال نجمًا لامعًا يدنو مني قليلًا قليلًا وسجلت أن الدهر أنشأ يكفر بحسناته، ما أسلف من سيئاته، فإني لكذلك، وقد أعددت للبناء بها عدته ولم يبق بيني وبينه إلا يوم واحد، وإذا برسول البريد قد جاءني بهذا الكتاب. فهاكه فاقرأه فإن فيه بقية قصتي وسر نكبتي، ثم ألقى إلي بغلاف معنون باسمه، فوجدت فيه بطاقة تشتمل على رسم فتى حسن الصورة والهندام يخاصر فتاة جميلة، وقد ألقت برأسها على كتفه ووجدت مع البطاقة كتابًا، فقرأت فيه ما يأتي:


١ خرَّج الأستاذ تلميذه: هذَّبه وعلَّمه.
٢ يقال خطب فلان إلى فلان فأخطبه أي: أجابه.

<<  <  ج: ص:  >  >>