للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"علمت أنك خطبت فلانة إلى أبيها، وأنك عما قليل ستكون زوجها، ولعمري لقد كذبك نظرك وخدعك من قال لك إنك ستكون سعيدًا بها، فإنها لن تكون لك بعد أن صارت لغيرك ولا يخلص حبك إلى قلبها بعد أن امتلأ بحب عاشقها، فاعدل عن رأيك فيها، وانفض يدك منها، وإن أردت أن تعرف من هو ذلك العاشق، وتتحقق صدق خبري وإخلاصي إليك في نصيحتي فانظر إلى الصورة المرسلة مع هذا الكتاب" التوقيع

فما نظرت الصورة، وقرأت الكتاب حتى عرفت كل شيء فأحسست برِعدة تتمشى في أعضائي وشعرت بسحابة سوداء قد غشت على نظري لهول ما سمعت، وسوء ما رأيت، إلا أنني تماسكت قليلًا فأعدت إليه كتابه، وقلت له وهو كل ما استطعت أن أقول: ماذا يعنيك من أمر فتاة فاجرة عاهر بعد ما انكشف لك سرها، وظهرت لك حقيقتها، ولو كنت في مكانك لعدلت عن الحزن على فوتها إلى الاستغفار من حبها، وحَمْدِ الله على ما ألهم من صواب الرأي فيها، أما إن سألتني عن رأيي في زواجك بعد الآن، فإني لا أرى لك إلا أن تترهب وتتعزَّب١ وأن تقول ما قاله "هملت" وقد زهد في الزواج بعد ما عرف حقيقة المرأة، وأدرك خبيئة نفسها "إلى الدير، إلى الدير".


١ تعزَّب أي: عاش عَزَبًا لا يتزوج.

<<  <  ج: ص:  >  >>