لا شأن للحكومة فيه ولا حاجب لها عليه، وما هو إلا أن تجد في التزيد من العلم والمعرفة واستكمال ما ينقصك من الفضائل النفسية, فإذا أنت شريف في نفسك وفي نفس الخاصة من الناس, وإذا أنت في منزلة يحسدك عليها كثير من أرباب الشهادات والمناصب، ولا حيا الله شرفا يحيا بورقة ويموت بأخرى، ولا مجدا تأتى به قعدة وتذهب به قومة، وإن كنت تبكي على العيش ففي أي كتاب من كتب الله المنزلة قرأت أن أرزاقه وقف على الحاكمين، وحبائس على المستخدمين، وأنه لا ينفق درهما واحدا من خزائنه إلا إذا جاءته "حوالة" بتوقيع أمير، أو إشارة وزير.
أيها الطالب: قل لأبيك وأخيك وأهلك وأصدقائك ومعارفك بلا خجل ولا استحياء أن الذي وهبني عقلي يسلبنيه، وأن الذي صور لي أعضائي لم يحل بيني وبين الذهاب بها إلى ما خلقت له، وأن الذي خلقني سوف يهديني فهو الرزاق ذو القوة المتين.