للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسلمت، وأصبحت تنظر إلى هذه القوانين الجائرة التي وضعها لها, والاعتبارات الفاسدة التي اعتبرها بالنسبة إليها كما ينظر إليها هو بعين الإجلال والإعظام.

يخدع الرجل المرأة عن شرفها فيسلبها إياه، فإذا سقطت هاج المجتمع الإنساني عليها وملأ قلبها هولا ورعبا وأوسع نفسها تقريعا وتأنيبا من حيث لا تطير على الرجل شرارة واحدة من هذه النار المتأججة؛ لأنه هو الذي وضع هذا القانون وشرع تلك الشريعة، وما كان له أن يقصر في مجاملة نفسه ومحاباتها؛ لأنه شره طماع محب لذاته، ولا أن يعدل في القضاء في قضية غيره؛ لأنه ظالم جبار.

ولو كان للمرأة ما للرجل من قوة العقل لاستطاعت أن تحجبه في المنزل وأن تتولى شأنه وأن تعبث بعقله فتعظم جريمته وتصغر جريمتها في عينه, وأن تنفذ إلى قلبه فتلعب به لعب الصبي بالكرة, وأن تحدثه فيصدق وتأمره فيأتمر, وأن تسن له القوانين الجائرة والشرائع الفاسدة فيؤمن بها إيمانه بالإله المعبود كما صنع هو بها في جميع ذلك فبلغ منها ما أراد.

لا أريد أن هذا الفرق في القوة العقلية بين الرجل والمرأة يمنحه هذا الحق في ظلمها وغلبتها على حقها، بل أريد أن هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>