فيأيها القارئ الكريم: إن كان لك ولد تحب أن تجعله رجلا, فاجعل بين يديه حياة مصطفى كامل؛ ليتعلم منها الشجاعة والإقدام.
ويأيها المصري: كن أحرص الناس على وطنيتك، ولا تبغ بها بدلا من عرض الدنيا وزخرفها؛ فإنك إن فعلت كنت مصطفى كامل.
ويأيها الإنسان: أقدم على عظائم الأمور ولا تلتفت يمنة ولا يسرة, واخترق بسيف شجاعتك صفوف المعترضين والمنتقدين والمتهكمين، فإنهم سيعترفون بفضلك ويسمونك عظيما كما سموا مصطفى كامل.
ويأيها الراحل المودع: إن بين جنبي لوعة تعتلج لفراقك, لا أعرف سبيلا إلى التعبير عنها إلا القلم.
ها أنذا أعالج القلم علاجا شديدا على أن يسعفني بحاجتي, وها أنذا أقلبه ظهرا لبطن وأكثر من استمداده وأضغط به على القرطاس ضغطا شديدا, فلا أراه يغني عني شيئا.
خطر لي أن الحزن في سويداء القلب, وأنه بعيد الغور لا تبلغ إليه هذه الأداة القصيرة التي في يدي فاستبدلت منها أداة أطول منها, فكان حكمها حكم سابقتها.