للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الجوامع الأخرى، وما احتاج المسلمون إلى تلك الجامعة في دور من أدوار حياتهم احتياجهم إليها في هذا العصر الذي أصبحوا فيه شتى المسالك والمذاهب بين سمع الأرض وبصرها، وأصبحوا لا موطن لهم إلا تلك البقاع المبعثرة في مشارق الأرض ومغاربها التي يعيشون فيها عيش الأذلاء المستضعفين، بين مهاجر يأكل خبزهم, ومستعمر يشرب دمهم، ومبشر يفتنهم عن دينهم، أو ينغص عليهم عيشهم بمشاغبتهم ومجادلتهم، والاستهزاء بعقائدهم وشعائرهم، فإن لم يتعارفوا ويتعاقدوا على التعاون والتناصر تعاقدا يأنسون به عند اشتداد الكربة، ويفزعون إليه من كلب الزمان وغدره، كان آتيهم شرا من حاضرهم، كما كان حاضرهم شرا من ماضيهم.

أنا لا أريد بالجامعة الإسلامية أن يجتمع المسلمون على قتال المخالفين لهم في دينهم، فقد مضى زمن القتل والقتال، بل أريد أنهم إن كانوا يحتفلون بالجامعة الجنسية أو الوطنية مرة لأنها وسيلة دنياهم، فأحرى بهم أن يحتفلوا بالجامعة الدينية ألف مرة؛ لأنها وسيلة دنياهم وأخراهم، وللآخرة خير وأبقى.

<<  <  ج: ص:  >  >>