للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسلما في جميع حالاته وشئونه، وإسراره وإعلانه، فلا يستحيي أن يلبس عمامته في باريس كما يلبسها في مصر، وأن يقيم الصلاة لوقتها في قصر الفاتيكان كما يقيمها في مسجد قريته، وأن يترفع عن مجاراة الغربيين في عاداتهم التي يرى أنها لا تلائم دينه، فلا يشرب نخب أحد من الناس وإن كان في مجلس الإمبراطور، ولا يأكل لحم الخنزير وإن قدمه له بيده القيصر، ولا يحمل بساط الرحمة في جنازة ميت من الأموات وإن كان بابا روما، ولا يحمل سلاحه راكضا إلى مقاتلة أخيه المراكشي إن كان جزائريا، أو المصري إن كان هنديا، ولو كان دون ذلك موته صبرا، وليعلم أن ذلك سبيله الذي لا سبيل له غيره إلى العظمة التي يحب أن تكون له في نفوس مخالفيه في دينه أو عاداته، وإن حاول مخادع أن يخدعه عن نفسه ويلقي في روعه أن اطّراح المسلمين للدين وسيلة تقدمهم كما كان اطّراحه وسيلة تقدم المسيحيين, فليذكر دائما كلمة ذلك الرجل العظيم السيد جمال الدين الأفغاني في قوله: "ترك المسيحيون دينهم فتقدموا، وترك المسلمون دينهم فتأخروا".

الجامعة الإسلامية بالنسبة للمسلم هي الجامعة الكبرى التي يجب أن يمنحها بنات قلبه وجوهر لبه، قبل أن يمنح ذلك غيرها

<<  <  ج: ص:  >  >>