للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأديان؛ لأني لو كنت معتقدا صحتها لتقلدتها وهجرت ديني لأجلها، وإني على ذلك لا أحمل لك في صدري ضغينة ولا موجدة لأني أعلم أنك إنسان، وديني لا يسوغ لي أن أبغض أحدا من الناس، غير أني لا أستطيع أن أحبك محبتي لأخي المسلم؛ لأني إن أحببت الذي يساعدني على حفظ مالي أو صيانة ولدي حبا جما فأحرى بي أن أحب الذي يساعدني على حفظ ديني الذي هو أعز علي من نفسي, وولدي حبا لا حد له.

إن المصانعة والمجاملة في الدين ليست سبيل الاتحاد والاتفاق كما يظن الذين يصانعون ويجاملون، وما هي إلا الخداع والغش، وما علمنا أن أمة أسعدها الغش أو رفعها الخداع، وها هي ذي الجرائد المسيحية والإسلامية في مصر يفتتح أكثرها كل يوم فصول العداوة والبغضاء بعناوين المحبة والإخاء، فلم يف خيرها بشرها، ولا نفعها بضرها، بل السبيل إلى ذلك أن يعلم المتدين علما صحيحا أن الاختلاف في الدين شيء والتباغض فيه شيء آخر، وأن الدين الذي يسوق العالم إلى الهلاك والفناء لا يمكن أن يكون دينا إلهيا.

إن الإبهام والإغماض في التدين يقتل الدين في نفوس المتدينين قتلا لا حياة له من بعده، فلا بد للمسلم من أن يكون

<<  <  ج: ص:  >  >>