للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أكثر مما يعرف لصاحبك, فما كان له أن يأمرك أن تتقدمه, أو يأمره أن يقف منك موقف العبد من السيد والمحكوم من الحاكم.

إن للجمعة والجماعة فضائل كثيرة وحكما جمة أرادها الشارع منها، وإنك لن تجد بين هذه الحكم وتلك الفضائل حكمة أدق, ولا فضيلة أنفس من التواضع الذي يشعره العظيم قلبه كلما رأى أنه قد وقف من الفقير في ذلك الموطن المقدس موقف الأخ من أخيه, والنظير من نظيره.

إن كنت تريد يا مولانا الحاكم من الاختلاف إلى المسجد ألا تترك للفقير موطنا من المواطن يملك فيه الخيار لنفسه في مواقفه, ومذاهبه حتى موقفه بين يدي ربه فخير لك أن تستصحب معك فريقا من شرطتك وأعوانك لتأمرهم في ذلك الفقير بما يرضيك من إقصائه أو طرده أو التنكيل به كلما رأيته تمادى في وقاحته وسوء أدبه، فإن تم لك من ذلك ما أردت فاحذر أن يخدعك خادع عن نفسك, فيزين لك أن تنطق في موقفك هذا بآية العبودية بعدما نطقت بكلمة الألوهية حتى لا تجمع على نفسك بين رذيلتين: رذيلة الظلم, ورذيلة الرياء.

فإن كنت تريد الصلاة للصلاة, فاعلم أن الله لا يقبلها منك, ولا يجزل لك ثوابها حتى تقف بين يديه موقف من ألمت بقلبه

<<  <  ج: ص:  >  >>