الآخرين، وذلك أن عقل العاقل يحول بينه وبين استمرار الطيران في فضاء الخيالات الذهنية
والمغالطات الشعرية، فلا يرى سوى ما بين يديه من المحسوسات، ويمنعه علمه بأحوال الدنيا وشئونها ومعرفته أن الهموم والأحزان لازمة من لوازمها لا تنفك عنها أن يؤمل منها ما ليس في طبيعتها من دوام السعادة, واستمرار السرور والهناء، فلا يطلب سعة العيش من وراء الأمل كبقية المؤملين، ولا يتلذذ بتصديق ما لا يكون تلذذ المجانين.
والحق أقول: لولا الحياة الشعرية التي أحياها أحيانا في هذه النظرات لأحببت زهدا في الحياة الحسية أن تطلع الشمس من مغربها ولو قامت القيامة بعد ذلك، ولتمنيت حبا في الانتقال من حال إلى حال أن أنتقل ولو إلى رحمة الله.