للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتطلبون الشرف، ويطلبون غنيمة يملئون بها فراغ بطونهم وتطلبون جنة عرضها السموات والأرض، فلا تجزعوا من لقائهم؛ فالموت لا يكون مر المذاق في أفواه المؤمنين.

إنكم تعتمدون على الله, وتثقون بعدله ورحمته فتقدموا إلى الموت غير شاكين, ولا مرتابين, فما كان الله ليخذلكم ويكلكم إلى أنفسكم وأنتم من القوم الصادقين.

إن هذه القطرات من الدماء التي تسيل من أجسامكم ستستحيل إلى شهب نارية حمراء تهوي فوق رءوس أعدائكم فتحرقهم، وإن هذه الأنات المترددة في صدوركم ليست إلا أنفاس الدعاء صاعدة إلى إله السماء أن يأخذ لكم بحقكم ويُعديكم على عدوكم، والله سميع الدعاء.

إن أعداءكم قتلوا أطفالكم وبقروا بطون نسائكم، وأخذوا بلحى شيوخكم الأجلاء فساقوهم إلى حفائر الموت سوقا, فماذا تنتظرون بأنفسكم؟!

أجلبوا عليهم بخيلكم ورجلكم, واصدقوا حملتكم عليهم وجعجعوا بهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم واطلبوهم بكل سبيل وتحت كل أرض وفوق كل سماء, وأزعجوهم حتى عن طعامهم وشرابهم ويقظتهم ومنامهم, فما أعذب الموت في سبيل تنغيص الظالمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>