للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا يلوي بعضها على بعض.

اللهم إني أعلم أن الدنيا ليست بدار قرار, فلا أمل في البقاء فيها والركون إليها والاستمتاع بلذة الحياة فيها, وأنها الجسر الذي يمر به الأحياء إلى الدار الأخرى وقد أحسنت إلى كل عبد من عبيدك برفيق يكون عونا له على قطع تلك الشقة واختصصتني وحدي بالحرمان من ذلك المعين, فكيف أسير وأين أذهب ومن أين أبتدئ وإلى أين أنتهي؟

اللهم إنك سلبتني كل شيء حتى الدموع التي يريح بها الباكون أنفسهم ويطفئ بها المحزونون لوعات قلوبهم, فأصبح الحزن يغلي بين جوانحي غليان الماء في قدر محكمة الغطاء, فامنن علي بدمعة واحدة أبرد بها غليلي, ولا أحسب أنك تمنعنيها فالدموع هي الرحمة العامة التي كتبت على نفسك أن تعالج بها جراح المنكوبين.

اللهم لا ريبة في عدلك ولا ظنة في كرمك ولا اعتراض على قضائك وقدرك ولا سخط في ابتلائك ومحنتك, ولكنك سلبتني عقلي بعدما سلبتني راحتي وهنائي وفتاتي, فخرج أمر نفسي من يدي وأصبحت لا أعرف لي مذهبا في هذه الأرض, ولا مضطربا.

اللهم إنك منعتني حظي من الحياة فلا تمنعني حظي من الموت, فاستردّ إليك عاريتك التي أعرتنيها فقد عجزت عن احتمالها

<<  <  ج: ص:  >  >>