للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الموت غصنها النضير ولم تسلخ ثماني حجج فنعيتها إليه بكتاب أرسلته له, فجاء وجئت معه, ثم كان بعد ذلك ما قدر الله أن يكون.

دفنت صديقي بيدي وألحدته بجانب تلك الصغيرة التي قطع جسر الحياة الطويل في لحظة واحدة شوقا إليها ووجدا عليها، ثم عدت إلى بلدتي صفر اليد من ذلك الإنسان الذي كنت مالئا منه يدي, والذي كنت أجله وأعظمه حيا ولا أزال أبكيه وأذكره ميتا, وأتخذ حياته الشريفة الحافلة بمواقف الصبر والجلد والوفاء والكرم درسا أتعلمه وأعلمه الناس حتى يجمع الله بيني وبينه:

كفى حزنا بموتك ثم إني ... نفضت تراب قبرك من يديا

وكانت في حياتك لي عظات ... وأنت اليوم أوعظ منك حيا

<<  <  ج: ص:  >  >>