للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإن سمع قول الآخر:

ودار ندامى عطلوها وأدلجوا ... بها أثر منهم جديد ودارس

حبست بها صحبي وجمّعت شملهم ... وإني على أمثال تلك لحابس

أقمنا بها يوما ويوما وثالثا ... ويوما له يوم الترحل خامس

تدار علينا الراح في عسجدية ... حبتها بأنواع التصاوير فارس

قرارتها كسرى وفي جنباتها ... مها تدّريها١ بالقسي الفوارس

فللراح ما زرت عليه جيوبها ... وللمآء ما دارت عليه القلانس

تمثل له كأنه مر في ضاحية من ضواحي بغداد بدار موحشة, فسمع فيها أصوات قوم يلهون ويقصفون٢ ويقرعون الكئوس بأمثالها, فاقترب منها وأطل من خَصاص٣ بابها فرأى أولئك القوم مجتمعين حول دَنّ من الخمر قد تكاملت سنه وشيب الدهر فوديه٤, ففصدوه فسال دمه الأحمر في كئوس من الذهب منقوشة نقوشا فارسية قد استقرت في قرارتها صورة كسرى فارس, ودارت في باطنها صور فرسانه متنكبي قسيهم كأنما يطاردون بقر الوحش أمامهم ورآهم يملئون الكئوس إلى ما يوازي


١ ادّرى الصيد: ختله.
٢ قصف: أقام في أكل وشرب ولهو.
٣ الخصاص: كل خلل, وخرق في باب أو غيره.
٤ الفودان: ناحيتا الرأس.

<<  <  ج: ص:  >  >>