فليت شعري هل يمنحني الله طلبتي، أو يلهم قوما من الأغنياء فكرتي، فيتم للأمة على يد تلك الجمعية العلمية الأدبية الحرة في عملها, المستقلة برأيها في عشرة أعوام ما لا يتم لها على يد هؤلاء الصحافيين المقيدين, والمؤلفين المغلولين في عشرة أعوام:
أمنية شُغفتْ روحي بها زمنا ... واليوم أحسبها أضغاث أحلام
أيها السائل، لا تحسد حملة الأقلام على صناعتهم، ولا يغرنك ما ترى لهم في نظر الأمة أحيانا من مظاهر الإجلال والإعظام، وما يطرق آذانهم كل حين من أصوات التحبيذ والاستحسان، فإنما هي صورة ظاهرة لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تقل: إنهم يخدمون الأمة, فلن يخدم الأمة مثل الغني عنها الذي لا يبالي بها رضيت أم سخطت، قامت أم قعدت، ولا تقل: إنهم يربحون، فإنما هم يستنبطون أرزاقهم من شق القلم، وشق القلم لا يجود بالرزق إلا إذا جادت الصخرة بالماء الزلال.