تظهر رجولة الرجل واضحة مفهومة حتى للبلداء والأغبياء في ثمرات عقله، ونتائج أعماله، وفي مكرمة يخلدها، أو مدرسة يشيدها, أو كتب يؤلفها, أو عقول يثقفها.
هذه أيها الأخ الفاضل آراء كثير من عقلاء المسلمين في مصر, يتحدثون بها في مجالسهم ولا ينشرونها في الصحف مخافة أن تلتصق بهم تهمة الخيانة للوطن, وهي الكلمة التي يتسلح بها الكتاب المنافقون في مصر ليحاربوا بها كل من خالفهم في رأيهم أو نازعهم حرفتهم كما كان يصنع رجال الأكليروس في العصور الوسطى في استخدام تهمة الكفر للفتك بأعدائهم والانتقام من خصومهم, والله أعلم بالخيانة أين مكانها, وفي أي قلب مستقرها.
أحسن أثر يقام لفقيد الوطن أن تنشأ باسمه مدرسة تربي فيها الناشئة الحديثة تحت رعاية الحزب الوطني على ما كان يحب الفقيد أن يكون عليه النشء الحديث في المعارف والأخلاق والآداب الدينية والمذاهب الوطنية, وينتخب لها معلمون متدينون مخلصون لله والوطن يستطيعون أن يقدموا للأمة في كل عام رجالا يكون كل واحد منهم صورة حية من صورة الفقيد, وتمثالا أنفع من تماثيل البرنز والأحجار.
هذا ما أراه أكتبه إليك, وأملي ضعيف أن يحقق الله رجائي فيه، ولكنها الحقيقة لا بد من الجهر بها والسلام عليك ورحمة الله.