للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيها الزنجي الأسود، إن كنت أسود اللون فالفضيلة أشرف عنصرا من أن تتنزل لاعتبار السواد ذنبا تنفر منه وتأبى أن تأوي إليه، وإن كنت جاهلا فهل استفاد صاحبك من علمه إلا إمتاع نفسه بشهواتها ولذائذها والتفنن في فجور الحياة وفسوقها تفننا لا أحسبك تحن إليه، أو تتقطع نفسك حسرات عليه، وإن كنت عاريا فربما لبست من الفضيلة ثوبا يحسدك عليه لو يعقل ذاك الذي يفخر عليك بخزه وديباجه، ودمقسه وحريره:

ولو بتما عند قدريكما ... لبت وأعلاكما الأسفل١


١ أي: لو نزل كل منكما المنزلة التي يستحقها لأخذ الأعلى مكان الأسفل, والأسفل مكان الأعلى.

<<  <  ج: ص:  >  >>