بلغت في تهتكها وفساد أخلاقها مبلغ تلك الأمة التي يقولون عنها: إنها زهرة المدنية الحديثة, وتاجها المرصع.
لماذا نسمي قبائل الزنوج قبائل متوحشة ونحن نعلم فيما نعلم من أخلاقهم أنهم لا يتركون عزابهم ينامون وسط البيوت مخافة أن يكون لهم سبيل إلى مخالطة النساء, فيأخذونهم جميعا إلى مكان خاص بهم خارج القرية يبيتون فيه فوق هضبة مرتفعة ينثرون حولها ترابا معبدا، حتى إذا أراد أحدهم أن يختلس من ظلام الليل غرة نم أثره عليه، كما نعلم أنهم يخيطون فروج العذارى من نسائهم حتى لا يحدث أحد من الرجال نفسه بقرع ذلك الباب إلا مالكه وصاحب الحق فيه، ولماذا نسمي الأمة الأمريكية أمة متمدينة وها هي تفتح المواخير باسم المدارس حتى لا تكون في نفس أحد من الناس غضاضة في دخولها والأخذ بنصيبه من لذائذها وشهواتها؟
إن كان توحش الأولين لإغراقهم في صون الأعراض, فالآخرون أكثر منهم توحشا لإغراقهم في هتكها وابتذالها، والإغراق في الخير خير من الإغراق في الشر.
فيا أيها الزنجي المسكين، لقد ظلمك من سماك متوحشا, ويا أيها الأمريكي المتوحش لقد كذبك من سماك متمدينا.