تجاوزوا ذلك الحد إلى الغرام ببعض أنواع الحيوان, حتى إنهم نصبوا لأنفسهم مواخير خاصة يلمون فيها بالدجاج إلمام غيرهم بالنساء البغايا، فقلت: لا عجب في ذلك, وهل هو إلا فن من فنون الجنون التي لا يجد المرء إلى حصرها سبيلا.
إن كنت أغتفر للمدنية الغربية كل ذنوبها, فإني لا أغتفر لها ذنبها في مدرسة الغرام التي أنشأها قوم من الأمريكيين في وسط مدينة من مدن أمريكا؛ ليعلموا فيها النساء والرجال فنون الحب والمغازلة جهرة من حيث لا يرون في ذلك بأسا, ولا يجدون فيه متلوما، وقد وضعوا لها هذا البرنامج الآتي:
يوم الأحد-دروس استعدادية.
يوم الاثنين-الغزل.
يوم الثلاثاء-المطارحة.
يوم الأربعاء-صناعة التقبيل والتجميش.
يوم الخميس-فلسفة الدلال والتصبي.
يوم الجمعة-انتقاء مواعيد اللقاء.
يوم السبت-الامتحان.
هذه هي المدرسة الغرامية وهذا نظامها, فهل سمعت في حياتك أن أمة من الأمم المتوحشة, التي يسمونها بالأمم البهيمية إشارة إلى ما بينها وبين البهائم من الشبه في حب الشهوات والاستهتار فيها,