للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أجد السبيل إلى غيرها إلا من طريق الكدية والتكفف, أي: بقبول صلات الأمراء وصدقات المحسنين، وقد علم الله من شأني أنني رجل لو علمت أني إن أذلت ما صان الله من ماء وجهي على عتبة أمير أو قدم وزير أمطرت السماء علي ذهبا, واستحالت الحصباء تحت قدمي درا ما فعلت ضنا بنفسي على هذا الموقف المستوبل, وإيثارا للرضاء بقضاء الله وقدره في قسمة أرزاقه بين عباده١.


= على أنه كان فقيرا معوزا قوله:
واتهامي بالمال أوجب أن يطـ ... ـلب مني ما يقتضي التمويل
ويقول الغواة خولك الله ... كذبتم لغيري التخويل
١ كان أبو العلاء غاية الغايات في قناعته وأنفة نفسه, وقد ظهر ذلك في حالة معيشته واعتقاله ببيته وانزوائه عن الناس مع رغبة الأمراء فيه, وإلحاح الكبراء عليه في البروز إليهم والكون معهم, فضلا عما كان لا يزال يهتف به من ذكر القناعة في شعره كقوله:
الحمد لله قد أصبحت في دعة ... أرضى القليل ولا أهتم بالقوت
وقوله:
من مذهبي ألا أشد بفضة ... قدحي ولا أصغي لشرب معوج
لكن أقضي مدتي بتقنع ... يغني وأخرج بالقليل الأروج
هذا ولست أود أني قائم ... بالملك في ثوبي أغر متوج
ولما اضطر أن يخرج إلى أسد الدولة صالح وهو بظاهر المعرة ليطلب =

<<  <  ج: ص:  >  >>