للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التمرة حلالا تذرعا إلى البدرة حراما.

يا بني آدم دعوا النوق في مراحها والشاء في زروبها والوحش في كناسه والضب في جحره والذئب في وجاره والقطا في أفاحيصه, ولا تزعجوا العصافير في أعشاشها ولا الحمام عن محاضنها ولا اليعاسيب عن خلاياها ولا الأسماك عن مسارحها١, وجنبوها فخاخكم وشباككم وقتركم وزباكم٢ ومداكم وشفاركم, فإن لها نفوسا كنفوسكم ووجدانا كوجدانكم ورجاء في الحياة كرجائكم, واعلموا أن الله تعالى ما أغرى بعضكم ببعض ولا سلط قويكم على ضعيفكم ولا أجرى هذه الينابيع من الدماء بين أحيائكم إلا بعد أن ضريتم٣ بهذه اللحوم ضراء السباع بفرائسها, وقطعتم إلى المتعة بها ما شئتم من الحلاقيم والغلاصم والأوداج والأباهر٤ فارحموها ترحموا أنفسكم واعصموا دماءها يعصم الله دماءكم، إنكم


١ هذه فروق أماكن تلك الحيوانات.
٢ القتر جمع قترة بضم القاف وهو الناموس الذي يبنيه الصائد ليستتر عن الصيد, والزبى جمع زبية بضم الزاي وهي حفرة تحتفر في قمة الجبل لصيد الأسد.
٣ ضرى الوحش باللحم: اعتاده وألفه.
٤ الغلاصم جمع غلصمة وهي اللحمة بين الرأس والعنق, والأباهر جمع أبهر وهو عرق يخرج من القلب إلى سائر الشرايين, إذا انقطع مات صاحبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>