وحزن، وقبض وبسط، ومد وجزر، أذكر الله ورحمته وإحسانه، ورأفته وحنانه، فيشرق لي من خلال ذكراه وجه الحياة الناضر، وثغرها البارق، وجمالها الساطع، وبشرها الضاحك، ثم أذكر الدهر وصروفه، والعيش وحتوفه، والأيام وما أعدت في طياتها لبنيها من عثرات، في الخطوات، ونكبات، في الغدوات والروحات، وما أخذته من العهد على نفسها من الوقوف بين النفوس وآمالها، والقلوب وأمانيها، فألمس صدري بيدي لأعلم أين مكان قلبي من أضالعي، ثم أنثني على كبدي من خشية أن تصدعا، فليت الله يصنع لي فيمطر علي قطرة واحدة من غيوث رحمته وإحسانه أبل بها غلتي، وأطفئ بها لوعتي، أو ليت القدر ينشب أظافره بين سَحْري١ ونحري نشوبا لا يستبقي بعده عرقا نابضا، ولا نفسا مترددا، فيستخلصني من موقف أنا فيه كالمريض المشرف, لا هو حي فيرجى، ولا ميت فيبكى.
يقولون: ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل، وأقول: ما عذب الله عباده بنازلة القضاء، وصاعقة العذاب، وطاغية الطوفان، والزلزال الأكبر، والموت الأحمر، والخوف من الجوع والنقص من الأموال والأنفس والثمرات، بمثل ما عذبهم بالأمل الباطل،