إن في كثير من الآلام التي نعالجها لذائذ ومسرات يدركها من عرف أن الإنسان بطبيعته غافل عما يهدده من مصائب هذه الحياة وأرزائها, وأن الآلام الضعيفة التي تناله من العثرات الصغيرة نُذُر تأتيه من عالم الغيب؛ لتحذره من الآلام الشديدة التي تناله من السقطات الكبيرة.
الغفران:
ليس الحقد واحتمال الضغينة غريزة من الغرائز اللازمة للإنسان, فإن الرجل قد يصفح عن سيئات الأطفال؛ لأنهم لا يملكون الخيار لأنفسهم, ويذكر لأصحاب السيئات من الموتى حسناتهم؛ لأن الزمن الذي ذهب بهم ذهب بخيرهم وشرهم, فلم لا نغتفر ذنوب أولئك الذين ما أذنبوا إلا بعد حرب مستعرة قامت بين عقولهم وقلوبهم ثم سقطوا على أثرها صرعى لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا؟
الدعوى:
إن أردت أن تكون في الأمة الجاهلة كل شيء فادّع لنفسك كل شيء، تنل بقولك في الزمن القصير ما لا ينال غيرك بفعله في