ذلك، فإن فات آباءنا أن يورثونا خلق العظمة والإباء في عهدهم, فلنتخلق به نحن لنورِّثه أبناءنا من بعدنا.
إنكم لا تذهبون في الحقيقة إلى هذه الأماكن وحدكم, بل يذهب إليها معكم إخوتكم وأخواتكم وبقية أفراد أسركم؛ لأنكم تقصون عليهم عند عودتكم منها ما شاهدتم وتروون لهم ما سمعتم، فكأن سكان البلد جميعا رجالا ونساء, كبارا وصغارا يجتمعون في هذه البؤر الفاسدة في ساعة واحدة، فهل يستطيع أن يتصور متصور خطرا على الأمة وعلى أخلاقها وآدابها أعظم من هذا الخطر؟!
إنني لا أدعوكم إلى الامتناع عن الإلمام بهذه المقاذر العامة من أجل أنفسكم فقط, بل من أجل إخوتكم وأخواتكم اليوم، ومن أجل أبنائكم وأحفادكم غدا، ومن أجل مستقبل الأمة المصرية كلها الذي أعتقد أنه أمانة في أيديكم, ووديعة موكولة إلى كرم نفوسكم, وشرف ضمائركم.
اهدموا هذه الأماكن هدما بالإعراض عنها واحتقارها وازدرائها, ثم قفوا بعد ذلك على أطلالها البالية هاتفين, صائحين صياح الظافر المنتصر, قائلين: ها قد نجت الأمة من خطر عظيم, وها نحن قد قمنا جميعا بالواجب علينا.