بين قولهم:"دانا أبيع هدومي عشان بوسه، من خدك القشطه يا ملبن، يا حلوة زي البسبوسه، يا مهلبيه تمام واحسن" وبين قولهم: "مصر يحميك ربك، ما تشوفي إلا أيام سعدك" أي: إنهم يصفعون الأمة على وجهها هذه الصفعات المؤلمة, ثم يحاولون أن يترضوها بعد ذلك بترديد كلمات "الوطنية" و"حب وطنك" و"مت في سبيل الأوطان" وأمثالها من الكلمات العذبة الجميلة التي لا معنى لها في أفواههم, إلا أنهم يعتقدون أن المصريين قد بلغوا من الغفلة والبله مبلغا لا يبلغه أطفال المكاتب, ولا سكان المارستانات.
لا أرى لكم معشر الطلبة المصريين أمام هذه النازلة العظمى التي نزلت بنا إلا أن ينتدب فريق من عقلائكم نفسه لنصيحة إخوانه بالامتناع عن الذهاب إلى تلك الملاعب وشرح مضارها وسيئاتها لهم، فإن امتناع فريق منكم يؤثر على فريق آخر, وهكذا حتى يصبح في عرفكم جميعا أن الدخول إلى تلك الأماكن عار يخجل مرتكبه من الظهور به بين أصدقائه, ومعارفه.
نحن في حالة نحتاج فيها إلى أن يعلم الناس عنا في كل مكان أننا أمة أخلاق وآداب, وأن في نفوس أفرادنا من الصفات والمزايا ما يرفعنا إلى مصاف الأمم العظيمة، ومقياس عظمة الأمم في نظر العالم إنما هو بصفاتها ومزاياها قبل أن يكون بأي شيء غير