يمثلون الفلاح أقبح تمثيل ولا يتركون مفسدة من المفاسد, ولا رذيلة من الرذائل إلا ويلصقونها به، وينشدون مختلف الأناشيد في السخرية به والهزء بصفاته وأعماله, ثم لا يخجلون أن يقولوا بعد ذلك في بعض تلك الأناشيد:"ما دام بلادنا زراعية، حبوا الفلاح إن كنتوا تحبو وطنكم".
وينتقدون في رواياتهم فساد الرجال وخلاعة النساء, وينقمون على المصري تبديد أمواله في سبيل شهواته وليس للنساء في مسارحهم عمل سوى إغراء الشبان وإغوائهم وإفساد عقولهم وابتزاز أموالهم, خصوصا في الساعة التي تمثل فيها هذه الروايات.
ويهدمون اللغة العربية هدما بهذه اللغة العامية الساقطة التي يكتبون بها رواياتهم وينظمون بها أناشيدهم وينشرونها في كل مكان ويفسدون بها الملكات اللغوية في أذهان المتعلمين, ثم يزعمون بعد ذلك أنهم أنصار اللغة العربية وحماتها, فيقولون بتلك اللهجة العامية الساقطة:"ما لها لغتنا العربيه، آل همجيه، يا دي المصيبه يا دي العار، فشر دي لغة المدنيه، اتمسكوا بها صغار وكبار".