أيام حياتهم، وكان شأننا معهم في برهم وإكرامهم واحترام عقائدهم ومذاهبهم مع اتساع مسافة الخلف بيننا وبينهم شأن خالد بن عبد الله القسري أمير العراق إذ كان مسيحيا فأسلم وحسن إسلامه، وكان أبوه لا يزال على دينه فطلب إليه أن يبني له بيعة في قصره يقوم فيها بأداء واجباته الدينية, فبناها له كما أراد ولم ينع عليه شأنا من شئونه طول أيام حياته حتى ذهب إلى ربه.
ذلك ما نضرع إليكم فيه أن تحفظوه لنا كما حفظناه من قبلكم لآبائنا وأجدادنا، واذكروا أن سيأتي عليكم ذلك اليوم الذي أتى علينا وأنكم ستكرهون فيه أن يعاملكم أبناؤكم وأحفادكم بمثل ما تعاملوننا به اليوم، فاتقوا الله فينا أن يعاملكم أبناؤكم وأحفادكم بمثل ما تعاملوننا به اليوم، فاتقوا الله فينا وفي شيخوختنا, فنحن آباؤكم الذين ولدناكم، وأساتذتكم الذين ربيناكم، ومن أكبر العار عليكم وعلى تاريخكم أن تسبوا أساتذتكم وآباءكم, وأن ترموهم في وجوههم بالجهل والجمود وما هم بجاهلين ولا جامدين، ولكنهم شيوخ عاجزون.