إنها لم تخلق من أجل الرجل بل من أجل نفسها، فيجب أن يحترمها الرجل لذاتها لا لنفسه.
يجب أن ننفس عنها قليلا من ضائقة سجنها؛ لتفهم أن لها كيانا مستقلا وحياة ذاتية, وأنها مسئولة عن ذنوبها وآثامها أمام نفسها وضميرها, لا أمام الرجل.
يجب أن تعيش في جو الحرية وتستروح رائحته المنعشة الأريجة ليستيقظ ضميرها الذي أخمده السجن والاعتقال من رقدته, ويتولى بنفسه محاسبتها على جميع أعمالها ومراقبة حركاتها وسكناتها، فهو أعظم سلطانا وأقوى يدا من جميع الوازعين والمسيطرين.
يجب أن نحترمها لتتعود احترام نفسها، ومن احترم نفسه فهو أبعد الناس عن الزلات والسقطات.
لا يمكن أن تكون العبودية مصدرا للفضيلة ولا مدرسة لتربية النفوس على الأخلاق الفاضلة والصفات الكريمة إلا إذا صح أن يكون الظلام مصدرا للنور والموت علة في الحياة والعدم سلما إلى الوجود.
كما لا أريد أن تتخلع المرأة وتستهتر وتهيم على رأسها في مجتمعات الرجال وأنديتهم, وتمزق حجاب الصيانة والعفة المسبل