للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يظنون أنهم يبنون، ويسيئون ويحسبون أنهم يحسنون صنعا؟

أم في مجالس المتصوفة حيث الألعاب الجمبازية، والحركات البهلوانية، والسرقات باسم العادات، وانتهاك الحرمات بعنوان البركات؟

إن أراد المصلحون لأنفسهم نجاحا, وللإسلام صلاحا فليبدءوا عملهم بتهذيب العقائد الدينية وتربية النشء الحديث تربية إسلامية لا تربية مادية، أي: إنهم يدخلون إلى الإصلاح من باب الدين لا من باب الفلسفة، حتى يجمعوا للمسلمين بين صلاح حالهم ومآلهم، ودنياهم وآخرتهم، وحتى يكون الدين هو الزاجر والمؤدب، والمعلم والمهذب، والإسلام وإن كان دين العقل والفطرة والتهذيب والإصلاح إلا أن الخطر كل الخطر على المسلمين أن يكون في نظرهم تابعا للعقل, وأن يكون العقل هو الحكم بينهم وبينه، والخير كل الخير في أن يكون الدين حاكما، والعقل مفسرا ومبينا، فإذا تم ذلك للمصلحين بالرفق والأناة، والحكمة والسياسة، فقد تم لهم كل شيء، وتم للمسلمين ما يريدونه من الجامعتين الدينية والسياسية، كما تم لهم ذلك في العهد الأول من هذا الباب نفسه وفي هذا الطريق المستقيم، فهل يستطيع

<<  <  ج: ص:  >  >>