هنالك قوتان هائلتان جدا؛ قوة العدو الخارج مستترة، وقوة العدو الداخل ظاهرة، وهما تعملان معا بنظام واحد وفكرة واحدة لغرض واحد، هو أن تسلمنا أخراهما لأولاهما، فلنتقدم نحوهما بقوة أعظم من قوتهما شأنا وأكبر خطرا وهي قوة العقيدة الراسخة والإيمان الثابت والثقة بالنفس والأمل الواسع والثبات على المبدأ نظفر بهما ونقض عليهما, فلا يبقي لهما عين ولا أثر.
إن الساسة الإنجليز يريدون أن يمزقوا شمل وحدتنا الوطنية التي بذلنا في سبيلها الشيء الكثير من ذات أنفسنا, وذات أيدينا ليستثمروا شقاءنا وآلامنا, فهل نسمح لهم بذلك؟!
لا، فقد أصبحت الأمة غير الأمة والعقول غير العقول والأفهام غير الأفهام، وليست هذه النهضة التي نهضناها اليوم ترديدا لأصوات القائلين، أو تقليدا لحركات الناهضين، أو فصلا تمثيليا، أو لعبة بهلوانية، وإنما هي عقيدة راسخة في النفس رسوخ الإيمان في نفوس المؤمنين، فليطلبوا لهم مرتزقا غير هذا المرتزق، في سوق غير هذه السوق، فما نحن بسلع تباع وتُشرى، ولا بمأدبة عامة يهوي إليها الغادون والرائحون.
إننا لم نجاهد يوم جاهدنا من أجلهم، بل من أجل وطننا، ولم نغنم في معاركنا التي أدرناها هذه الوحدة الشريفة لنضعها يوم