شيء في العالم كله يحول بينه وبين إهلاكنا جميعا إن بقيتم خارجين علينا.
تعالوا إلينا لنسعد معا إن قدرت لنا السعادة في مستقبل حياتنا أو نشقى معا إن كانت الأخرى، بل لنعيش سعداء في كلتا الحالتين، فلا سعادة في الدنيا غير سعادة الحب والسلام، ولا شقاء غير شقاء الانقسام والانشقاق.
إننا لا نتهمكم بخيانة ولا ممالأة؛ لأن الدم المصري لا يحمل بين كراته كرة اللؤم والغدر, ولكنا نعتقد أنكم مخدوعون وأنكم ما أتيتم من ناحية الخيانة والممالأة بل من ناحية السذاجة والبساطة وضعف القلب وغرارة النفس والثقة العمياء بوعود أولئك القوم الذين ما صدقوا في وعد من وعودهم مرة واحدة، ولا عجزوا عن أن يجدوا من يصدقهم في كل مرة يكذبون فيها، فالوعود سلعتهم التي يتجرون فيها، والخلف ربحهم الذي يربحونه منها.
ولو أنكم روأتم في الأمر قليلا ونظرتم إلى المسألة بعيونكم لا بعيونهم, لعلمتم أن لا استقلال هناك ولا شبه استقلال ولا شيء مما يعدوننا به ويمنوننا، وكل ما في الأمر أنهم يريدون وضع الحماية الرومانية موضع الحماية الإنجليزية، وهي التي كان يبسطها الرومان