في تاريخهم القديم على الأمم الضعيفة باسم المحالفة والمعاهدة، أي: إنهم يريدون أن نصدق لهم على الحماية التي بسطوها علينا في سنة ١٩١٤ بعد أن عجزوا عن ذلك سبعة أعوام، ونحن لا نريد أن يكون حظنا معهم حظ ذلك الرجل الذي انتزع منه بعض المغتصبين آنية فضية فذهب إليه ليستردها منه, وهدده برفع أمره إلى الشرطة إن لم يفعل، فقال له: لا أعطيك إياها حتى تكتب لي صكا بأن الآنية هدية منك إلي حتى آمن غدرك بي فيما بعد، فكتب له الصك الذي أراد وأعطاه إياه، فاحتفظ بالصك ولم يعطه الآنية.
تعالوا أيها الأصدقاء إلى صفوفنا, ولا تصدقوا أن أعداءنا يعطوننا متفرقين ما يعطوننا مجتمعين، فإن كان لا بد لنا من أن نستمر في مفاوضتهم وكان قد بقي لنا شيء من الأمل فيهم فلنذهب إليهم جميعا صفا واحدا تحت قيادة قائد واحد نلقي إليه قيادنا، ونمنحه نصرنا وتأييدنا، فإن نجحنا فذاك، وإلا فحسبنا من الفخر والشرف أننا أول أمة شرقية قد نجت من حبائل المستعمرين, ومكائدهم.
سيكتب التاريخ صفحاته غدا, والتاريخ لا يجامل ولا يحابي ولا يقبل هوادة ولا عذرا, ولا يصدق كلمة واحدة من هذه