لها جوانب الأرض وتهتز لها أركان السماء، وأنتم سكوت صامتون، لا تحتجون ولا تغضبون، فهو الوطني المخلص من دونكم.
بيننا وبينكم أمر واحد إن أنتم فعلتموه نلتم ما شئتم من حبنا ورضانا وإكرامنا وإجلالنا، ونزلتم من نفوسنا المنزلة التي ينزلها الوطنيون المخلصون، هو أن تعقدوا اجتماعا عاما تكتبون فيه احتجاجا شديد اللهجة إلى الحكومة الإنجليزية على بقاء الأحكام العرفية في مصر حتى اليوم، وعلى القوانين الاستثنائية وقانون المطبوعات، وتقييد حرية الخطابة والكتابة، ومنع المظاهرات السلمية والاجتماعات السياسية، واعتبار الوطنية جريمة تعاقب عليها المحاكم العسكرية والنظامية، ثم تختمون احتجاجكم بهذه الكلمة:"إنا لا نقبل مفاوضة سياسية تجري بين فريقين؛ أحدهما سجين في سجن مظلم ضيق لا يستطيع التنفس فيه ولا الحركة، والآخر سجان قاسٍ مستبد يجرد على رأسه سيف القوة والقهر, ويملي عليه ما يريد ويشتهي".
هذا هو البرهان الوحيد الذي تستطيعون أن تقنعونا من طريقه بوطنيتكم وإخلاصكم لأمتكم ووطنكم، وأنكم قوم أحرار أباة متشبعون بروح العدل والشرف.
فإن لم تفعلوا فأذنوا لنا -ولنا العذر الواسع في ذلك-