فدفاعكم عن رجال الإدارة في هذه المسألة إنما هو دفاع عن السياسة الإنجليزية نفسها وتبرئة لذمتها من سوء النية والقصد في إدارة الشئون المصرية ومساعدة لها على أن تجري في مسألة الانتخابات المقبلة للجمعية الوطنية على مثال الطريقة التي جرت عليها بالأمس في مسألة العمال المتطوعين، من حيث لا تعلق بها تهمة، ولا يتجه إليها لوم ولا عتاب، فأنتم لم تغضبوا لرجال الإدارة ولا لسمعة مصر والمصريين كما تزعمون، بل تخافون أن تفشل السياسة الإنجليزية في تنفيذ المعاهدة المنتظرة فتتخلى القوة عنكم فتصبحوا أمام الأمة وجها لوجه, وما أضمرتم بين جوانحكم من البغضاء لسعد باشا لأنه أهان رجال الإدارة أو جرح عواطفهم, بل لأنه الزعيم الوطني الوحيد الذي يستطيع أن يفسد كل سياسة خبيثة يراد بها اغتصاب رضا المصريين واستخذاؤهم لتلك الكارثة العظمى التي تسمونها استقلالا لا شك فيه، ونسميها حماية لا ريب فيها.
ماذا تنقمون من سعد باشا أيها القوم، وأي جناية جناها عليكم في أنفسكم أو في أمتكم فتحملوا له بين جوانحكم هذه الموجدة وهذا البغضاء؟!
ليس سعد باشا هو الذي اغتصب بلادكم واستأسر أوطانكم وأذل أعناقكم وأرغم أنوفكم وخنق الحرية السياسية