لا نطيق أن يتحدث الناس عنا أننا صدقناكم في شيء من هذا كله, ولو أننا فعلنا لوضعنا في أيديكم مستندا قويا هو أقوى في دلالته على غباوتنا وجهلنا من جميع المستندات التي جمعتموها حتى اليوم لتكون في يد السياسة الإنجليزية أسلحة تحتج بها علينا, وتدفع بها في صدور الذين يزعمون أننا أمة عاقلة رشيدة, نستطيع أن نحكم أنفسنا بأنفسنا.
اصنعوا بنا ما شئتم، وافتنوا في ظلمنا وإرهاقنا ما أردتم، وخذوا من عرائض الثقة والتأييد ما تملئون به غرف وزارة الخارجية الإنجليزية من أرضها إلى سمائها، فتلك إرادة الله التي لا محيص عنها، ولكن إياكم أن تزعموا أننا أعطيناكم من قلوبنا ما أعطيناكم من ألسنتنا، فذلك ما نغضب له كل الغضب وما يملأ صدورنا غيظا وحنقا.
نقسم لكم بالله أننا ما رأينا في حياتنا ولا في تاريخنا الحاضر أو الغابر أطمع ولا أشره منكم! ألم يكفكم مساعدة الدهر لكم ونزوله على حكمكم, وأن القوة الحربية من ورائكم تمدكم بكل ما تقترحون من سلاح وعدة، وأن في استطاعتكم متى شئتم أن تقهرونا على كل ما تريدون دون أن يحاسبكم عليه محاسب أو يراقبكم مراقب حتى أردتم أن تجمعوا إلى متعة الظلم الوحشي الذي تنعمون به متعة السمعة الحسنة, والذكرى الطيبة!