للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإهانتهم، وأن اللورد ملنر منظم الحماية الإنجليزية في مصر ومسجلها عليها رجل حر شريف متسامح تجب مواصلته ومفاوضته والحفاوة به، وأن وفود جماعة من أعضاء مجلس النواب الإنجليزي إلى مصر كما يفد إليها السياح الأوروبيون في كل يوم للاطلاع على الحالة السياسية العامة فيها تداخل في شئوننا الداخلية يجب الغضب له والأنفة منه، أما صدور أمر من السلطة العسكرية الإنجليزية بمنع رجل مصري صميم من الانتقال من بلد إلى بلد فهو سائغ مقبول لا رائحة فيه للتداخل مطلقا, ولا خطر منه على استقلال الإدارة المصرية وحريتها، وأن الواجب علينا أن نصبر ونتريث وأن لا نسيء الظن بأعدائنا قبل أن نرى منهم عين الغدر، وأن نسمح لهم بالزحف علينا، ثم باجتياز العقبات التي تعترضهم في طريقهم إلينا, ثم باحتلال القلاع والحصون المشرفة علينا، ثم بتوجيه فوهات مدافعهم إلى منازلنا وبيوتنا، فإذا شرعوا في إلقاء القنابل وقذفها علمنا أنهم يريدون السوء بنا فحاربناهم وقاومناهم، وأن سعدا باشا زعيم الأمة ورئيسها المفدى وموضوع حبها واحترامها وإجلالها وإعظامها ظمآن إلى الرئاسة يتلهف شوقا إليها ويتهالك وجدا عليها، أما عدلي باشا فهو رجل زاهد فيها قالٍ لها ما يحتمل أن يشاك شوكة في سبيلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>