ووقوع الحافر على الحافر كما يقول البلاغيون، وأن الديموقراطية الصحيحة هي أن تخضع أكثرية الأمة العظمى لأقليتها الضئيلة المتهالكة, فإن لم تفعل فهي المنقسمة والمنشقة والمنحرفة عن سواء السبيل، وأن الزعيم الوطني يجب أن يكون رجلا مجردا من صفات البطولة والنبوغ والشخصية القوية والذكاء الخارق ليصلح لزعامة الأمة وقيادتها، وأنه كان من الواجب على سعد باشا كلما برز إليه رجل من الرجال وقال له: تنح لي عن زعامة الأمة وقيادتها لأتولاها من دونك وأمدني فوق ذلك بقوتك ونفوذك وثقتك لأستطيع أن أنزل من نفوس الأمة المنزلة التي تنزلها, وأتمتع بحبها واحترامها بدلا منك وجب عليه أن يفعل ذلك, فإن أبى فهو مستبدّ جبار لا تقع تبعة انقسام الأمة وتفرقها إلا على رأسه ولا يؤخذ بها أحد سواه، وأن المفاوض الذي لا يمثل إلا فئة قليلة من الشعب لا تجرؤ أن ترفع صوتها إلا بين جدران الحصون وتحت ظلال السيوف أعظم قوة وأكبر نفوذا وأثبت قدما وأقدر على استنزال مفاوضه على حكمه من الزعيم الذي يمثل أربعة عشر مليونا يغضبون لغضبه ويرضون لرضاه، وأن المستر سوان وزملاءه القائلين بنظرية استقلال الأمة وحريتها وحقها المطلق في تقرير مصيرها قوم استعماريون محافظون, تجب مقاطعتهم ومجافاتهم وطردهم