للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم يتكون حزب سياسي في مصر لعدلي باشا والناس لا يعرفون من أمر الرجل شيئا سوى أن السياسة الإنجليزية اختارته لرئاسة الوزارة والمفاوضة في المسألة المصرية، فإن ذكر ذاكر منهم شيئا من ماضيه لا يذكر له سوى أنه كان عضوا مهما في وزارة الحماية التي ضربت على مصر في سنة ١٩١٤, وأنه أول رجل ثغر في جنح الظلام ذلك السد المتين الذي أقامته مصر لمقاطعة لجنة ملنر، وأنه أول رئيس وزارة اجترأت على مفاوضة الإنجليز في المسألة المصرية رغم إرادة الأمة, وإرادة وكلائها.

لِمَ يتكون حزب سياسي لعدلي باشا يتشيع له ويحتد في مناصرته وتأييده ويحمل النبابيت والعصي لمحاربة خصومه قبل أن يحرك يدا أو لسانا في القضية المصرية, وقبل أن يعلم الناس ما هو صانع فيها غدا, أيفي بالوعد الذي وعدهم إياه أم تحول الحوائل بينه وبين الوفاء؟ وهل الثقة إلا نتيجة طبيعية للعمل والإحسان فيه؟

لِمَ يتنكر الناس لسعد باشا ويتحولون من مسالمين له إلى محاربين؟ هل خان الأمانة التي عهدوا بها إليه؟ أم قصر في المطالبة بحقهم، والتعبير عن آمالهم وأمانيهم، أم وعدهم بالنزول على

<<  <  ج: ص:  >  >>