للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رغبتهم فقادهم بالسيف والنار إلى النزول على رغبته, أم حول الحرب التي كانت بينهم وبين أعدائهم إلى حرب بينهم وبين أنفسهم؟ أم وضع الكمائم في أفواههم فلا ينطقون، والأغلال في أيديهم فلا يتحركون، أم نغص عليهم حياتهم الاجتماعية، وحول ابتساماتهم إلى دموع، ومسراتهم إلى أحزان وآلام، وآمالهم في الحياة السعيدة إلى يأس وكمد؟

ألم يصدروا قرارهم الإجماعي في أمره يوم احتفلوا بقدومه من أوروبا احتفالا لم يظفر به ملك متوج ولا فاتح كبير، فأي الأحداث أحدث بعد ذلك فيتنكروا له، ويضمروا له البغضاء بين جوانحهم؟

ألم يزل يهتف بالاستقلال التام لبلاده كما كان يهتف به من قبل؟

ألم يزل يقارع الأعداء الغاصبين في حاضره, كما كان يقارعهم في ماضيه؟

ألم يحاولوا خداعه والعبث بضميره واستنزاله عن صلابته وعناده في التمسك بحقوق بلاده, فلم يغتر ولم ينخدع, وآثر أن يستهدف لهذه الحرب الهائلة التي يثيرها عليه أعداؤه وأنصار أعدائه من بني وطنه على أن يفرط في ذرة واحدة من حقوق الوطن المقدسة؟

<<  <  ج: ص:  >  >>