للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألم يكن في استطاعته أن يقبل رئاسة الوزارة حينما عرضوها عليه ليتمتع برؤية رجال الإدارة الذين يتنافسون اليوم في الإساءة إليه, والنيل من كرامته وهم وقوف على بابه يتلقون أوامره, ويطيرون بها في كل مشرق ومغرب, فلم يفعل وفضل أن يكون فردا من أفراد أمته واقفا بجانبها, يتلقى معها اضطهادات الحكومة ونكاياتها, ويشرب معها بالكأس التي تشرب منها على أن يكون آلة في يد السياسة الإنجليزية لقتلها وخنق حريتها؟

أمن أجل هذا يبغضه الناس ويتنكرون له, ولا يقنعون منه بذلك دون أن يحملوا له الهراوات والعصي ليمنعوه من النزول ببلادهم؟

هل تنازلوا عن مطالبهم الوطنية ونفضوا أيديهم منها, فهم ينكرون عليه تمسكه بها وتشدده فيها؟

هل صفت مياه الود بينهم وبين الإنجليز، وحل الحب والوئام بينهما محل البغضاء والشحناء، فهم لا يريدون منه أن يكدر عليهم هذا الصفاء؟

هل كانوا يجاملون فيه "عدلي باشا" يوم أجلوه وأعظموه, وأحلوه ذلك المحل الأعظم من نفوسهم، فلما تنكر له الرجل

<<  <  ج: ص:  >  >>