للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأنه سائر في طريقه مصادفة واتفاقا, فيهجم عليهم هجمة شديدة تلقي الرعب في قلوبهم, ويطلق عليهم مسدسه المحشو بالرصاص الكاذب, فيخافون منه ويفرون من بين يديه فرار الجؤذر من بين يدي الأسد الرئبال، وقد مثل الرواية كما وضعها وكاد ينجح في تمثيلها لولا أن الفتاة كانت ذكية الفؤاد, فقرأت على وجهه حين دنا منها آية التصنع والتكلف فلم تحفل به, ولم تقدم له كلمة شكر على بطولته وشجاعته, وسارت في طريقها وهي تغرب في الضحك عليه وعلى غرابة تصوراته.

هذه هي المسألة لا أكثر من ذلك ولا أقل.

ما أجرأكم أيها القوم على الله, وعلى الناس أجمعين!

أتكذبون على أربعة عشر مليونا من النفوس أحياء يرزقون, يقولون لكم بألسنتهم وأقلامهم وبجميع ما يعرفون من الطرق والوسائل أنهم أنصار سعد باشا وأعداء السياسة الإنجليزية, فتقولون لهم لا بل أنتم أنصار عدلي باشا وأصدقاء السياسة الإنجليزية؟

أيسيل النيل وشاطئاه بالهاتفين للرجل والمرحبين به والخائضين عباب الماء إلى سفينته, مخاطرين بأنفسهم علهم يرون وجهه, أو يسمعون صوته حتى احتجتم في دفعهم وردهم إلى ضرب

<<  <  ج: ص:  >  >>