٥- لو أنكم أيها المنشقون بقيتم تحت لواء زعيمكم لم تفارقوه, ولم تنتقضوا عليه إن لم يكن ذلك من أجله فمن أجل كرامة الأمة وشرفها والإبقاء على وحدتها وجامعتها، ولو أنكم إذ أبيتم إلا أن تفارقوه فارقتموه بهدوء وسكون, لم تثيروا الثائرة عليه, ولم تطعنوا خلقه وشرفه وكرامته تلك الطعنات الداميات التي لا يحتمل وقعها في فؤاده أحقر الناس وأصغرهم في عين نفسه شأنا، ولو أنكم يا أعضاء الوزارة بدلا من أن ترسلوا "رشدي باشا" إليه يوم استعصى عليكم أمره ليؤذنه بالحرب وليقول له: إننا قد قررنا رفض شروطك وإغفال أمرك واطّراحك والاستقلال بالعمل من دونك رغم أنفك وأنف الأمة التي تعتز بها أرسلتموه إلى دار الوكالة البريطانية ليقول لصاحبها: إننا قد عجزنا عن إقناع سعد باشا بالتنازل عن شروطه التي اشترطها للمفاوضة وليس