في استطاعتنا وهو زعيم الأمة وقائدها وقلبها الخفاق أن نخاطر بمجافاته ومناوأته إلا إذا قررنا المخاطرة بوحدة الأمة وجامعتها, وذلك ما لا نرضاه لأنفسنا وما يأباه علينا شرفنا وإخلاصنا, فها هي وزارتكم فخذوها إليكم فهي ونحن وكل ما تملك أيدينا فداء لأمتنا ووطننا، ولو أنكم إذ أبيتم إلا البقاء في مراكزكم وإلا أن تذهبوا إلى المفاوضة رغم إرادة الأمة وإرادة زعيمها ذهبتم باسمكم وحدكم دون أن تفتحوا باب العرائض والوفود, وتداخلوا الأمة في شأن الثقة والتأييد, فإن عدتم لها بالنجاح شكرت لكم فضلكم وأولتكم ودها وثقتها, وإلا فلا يعنيها من فشلكم وإخفاقكم شيء.
لو أن ذلك كله كان لبقيت الأمة طول حياتها في موقفها الجليل العظيم الذي وقفته في أعوامها الثلاثة الماضية موقف الاتحاد والتضامن والقوة والبأس والعزة والشرف, ولظلت سائرة في طريق جهادها الوطني تحت قيادة زعيمها حتى تصل إلى الغاية التي رسمتها لنفسها, أو تموت من دونها.
فأنتم يا خصوم سعد باشا وخصوم الأمة جميعها المسئولون عن ذلك الشمل المبدد, والأديم الممزق, والجامعة التي تشوه وجهها وزال رونقها وبهاؤها, وعن حوادث الإسكندرية وطنطا وأسيوط وجرجا, وجميع المظالم التي نزلت بالوطنيين الأبرياء في الأشهر