للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في أيديكم من الوعود المؤكدة, والأقسام المغلظة ما يغنيكم عن هذا الاحتياط والاستيثاق.

وقال لكم: إن الإنجليز يخافون أكثر مما يستحيون, وإنهم لا يعرفون في السياسة مودة ولا إخاء, وإنهم لا يريدون من استبدال مفاوض بمفاوض إلا الهرب من شدة الأول والطمع في لين الثاني, فسفهتم رأيه وزعمتم أنهم قوم ذوو أخلاق كريمة وآداب عالية وعواطف شريفة وأمزجة رقيقة, وأنهم يمنحون الصديق الذي يحاسنهم أضعاف ما يمنحون العدو الذي يخاشنهم.

وقال لكم في نهاية الأمر: لا إرادة لي ولا لكم فيما تقضي به الأمة وما تراه في شأني وشأنكم, فلنتحاكم إليها ولننزل جميعا على حكمها, فأكبرتم ذلك منه وسميتموه رجلا ثائرا متمردا لا يخضع لقانون, ولا نظام.

قال لكم كل شيء، وحذركم من كل شيء، فلم تلومونه اليوم وتلقون تبعة إخفاقكم عليه ولم يملأ بغضه صدوركم حتى يصرفكم عن الالتفات إلى عدوكم الحقيقي الذي لعب بكم وعبث بعقولكم, وكون منكم جيشا جرارا لمحاربة أمتكم وتنغيص عيشها وتكدير صفائها حتى إذا قضى حاجته منكم وفرغ من تمزيق شمل الأمة وصدع وحدتها على أيديكم أدار وجهه عنكم, ونبذكم نبذ النواة

<<  <  ج: ص:  >  >>